الدروس المستفادة من المشاركات الدوليه لمنتخب البوتشا



لاشك أن التواجد في الفاعليات الدوليه الرياضيه أمر هام وضروري إذا كان المسئولون عن الرياضة يسعون إلى تطوير قدرات اللاعبين والتعرف على كل ما هو جديد في مجال رياضتهم بالإضافة إلى تقييم وضعهم الحالي بالنسبة للآخرين.
علاوة على أن التواجد أيضا في مثل هذه المناسبات هو رسالة للعالم أجمع أن الدولة تهتم بكل ما يخص فئة الأشخاص ذوي الاعاقة ومن ضمنها الرياضة كما يعتبر هذا الاهتمام ترجمه لما جاء في المواثيق والمعاهدات الدولية فيما يخص حق الشخص ذي الاعاقة من المشاركة بصورة كامله وفعاله في المجتمع وعلى قدم المساواة مع الآخرين من خلال تأهيله وإعداده لتمكينه من إدارة شئون حياته .
الاتحاد المصري لرياضات اللاعبين ذوي الشلل الدماغي سعى منذ تكوينه لتحقيق عدد من الأهداف من ضمنها اكتشاف ورعاية وتأهيل الموهوبين رياضيا وتوجيههم نحو الرياضة المناسبه لهم ليمارسها على المستوى المحلي ثم ينطلق من خلالها لممارستها على المستوى الدولي ومنافسة الكبار لاكتساب خبرة الاحتكاك الدولي والتواجد على الساحه الدوليه ثم المنافسه على البطولات.
ومن خلال خطة الاتحاد وترجمة لرؤية ورسالة تم تحقيق هذا الهدف من خلال التواجد في أربع فاعليات دولية الاولى هي البطولة العربية الافريقيه بتونس عام ٢٠١٩ خلال العام الأول من اشهار الاتحاد وتحقيق ثلاث ميداليات بالبطولة( ذهب ، فضه ، برونز ) ثم المشاركة في البطولة الافريقيه في نسختها الأولى بجنوب افريقيا خلال الفترة من ١٦_٢٣ مايو ٢٠٢٢ وتحقيق ثلاث ميداليات في اول مشاركه رسميه دوليه ( ٢ ذهب + برونز ) وتأهل اللاعب عبد الرحمن سعد لبطولة العالم بالبرازيل في ديسمبر القادم ٢٠٢٢.تلا ذلك المشاركة في بطولة بولندا للبوتشا في الفترة من ٢٢_٢٩ اغسطس بمشاركة ١٨ دوله والصعود إلى دور الثمانيه ثم المشاركة في بطولة التحدي بروما بمشاركة ٢١ دوله في تجمع لابطال العالم أضفى على البطوله طعم ومذاق خاص .
خلال هذه المشاركات والفاعليات تم اكتساب العديد من الخبرات على مستوى أداء اللاعبين أو على مستوى خبرات المدربين والتعرف على طرق لعب مختلفة ومشاهدة كرنفال من الادوات المستخدمه في اللعب .
على مستوى الادوات: لاشك أن الأداة المستخدمه في اللعب لها تأثير في أداء اللاعب بسلاسه وبساطه وأكثر دقه وهذا يشمل الكرات المستخدمه في اللعب أو المنحدرات أو الخوذ من ناحية مادة الصنع وجودة ودقة الأداء وهذا ما تعرفنا عليه أثناء وجودنا في البطولات التي شاركنا فيها والتي شهدنا خلالها تنوع هائل من الأدوات وكان القاسم المشترك بينها هو متانة و جودة الصناعه وارتفاع تمنها.
وفي هذا الشأن لم نستطع توفير ا الكرات المطابقه للمواصفات القانونية الا قبل بطولة إفريقيا بيوم واحد ولم نستطع الحصول على المنحدرات الا قبل بطولة بولندا بيوم ولم يستطع اللاعبين من ذوي الفئة bc3 التدريب بها إلا أثناء المنافسات وهذا بسبب عدم قدرة الاتحاد على شرائها بسبب انها غاليه الثمن ويتم استيرادها من الخارج ولم نتمكن من شرائها الا بعد الحصول على الدعم المالي اللازم من الوزارة بعد ثمان اشهر من تقديم الطلب لوزارة الشباب والرياضة وكان اعتمادنا خلال الفترة السابقة على ادوات تم تصنيعها محليا من خلال الاتحاد ولكنها لم تكن بجودة ودقة هذه الأدوات.
على مستوى الاحتكاك الدولي : لاشك أن في بداية المشاركات الدوليه ليس المطلوب تحقيق البطولة ولكن هناك اهداف أخرى أيضا يتم تحقيقها وهي:
_ التواجد على الخريطة الدولية للعبة .
_وضع اللاعبين المصريين على الرانك الدولي.
_تحسين الترتيب الدولي للاعبين .
_اكتساب خبرة المباريات الدولية.
_نقل أفضل الممارسات من خلال تواجد هذا العدد من المنتخبات.
_تطوير الأداء الفني للاعبين.
على مستوى المدربين :
لاشك أن التواجد في مثل هذه البطولات تعتبر فرصه للمدربين لابد من استثمارها لمشاهدة مدارس مختلفه للعب وطرق تدريب مختلفه وبالتالي تصبح هذه البطولات بمثابة دورة تدريب عملي لجميع المدربين يستطيعوا من خلالها تطوير قدراتهم التدريبية وتقييم عملهم ومعرفة اين نحن الآن وإلى أين ذاهبون وما هي مشاكلنا وكيف يمكن حلها.
وبالتالي أرى أن مشاركة منتخب مصر للبوتشا قد أفاد اللعبة بجميع عناصرها في الآتي:
_ إزالة الرهبه من اللاعبين وإكسابهم الثقه بالنفس.
_اكتساب خبرة المباريات الدولية.
_التعرف على الوضع الحالي للمنتخب وماذا نحتاج خلال الفترة القادمه لتطوير قدراتنا.
_ التأكيد على ضرورة وجود مخطط أحمال ومحلل أداء ومعد نفسي مع اللاعبين حيث أن الممارسة تطلب العمل من خلال فريق عمل متخصص.
_ ضرورة توفير الكراسي الكهربائية للاعبين لتسهل حركتهم وتقلل من الفقد في الوقت الذي يستغرقه اللاعب لتنفيذ الرميه.
_ ضرورة توفير الادوات الحديثه التي تساعد اللاعبين على تحقيق الهدف بيسر وسهوله.
_ صقل المدربين والحكام وإعداد كوادر من المصنفين.
_ توسيع قاعدة الممارسين حتى يكون هناك فرصة أفضل للاختيار.
_ انشاء مراكز تدريب لتدريب اللاعبين الموهوبين وترشيح أفضلهم للأندية الممارسة للعبة.
_ عقد اتفاقيات تعاون مع الدولة المتقدمه في اللعبة عمل تبادل زيارات معهم.
_ توفير الدعم المالي الكامل لرياضة البوتشا والبحث عن رعاه للعبة.
_أثبتت المشاركات الدولية أن منتخب مصر منتخب شاب واعد يضم عناصر صغيرة في السن سوف يكون لها دور كبير في لوس انجلوس ٢٠٢٨.
_ العمر التدريبي وعدد سنوات المشاركات الدوليه له تأثير كبير في تكوين شخصية اللاعب الذي يستطيع اللعب تحت تأثير الضغوط.
_ الثبات الانفعالي والثقة بالنفس وتحمل الأداء ودقة التصويب أمور هامه يجب أن يتقنها اللاعب.
_ التفكير خارج الصندوق والتدريب على مواقف واقعيه تمثل مشكل أو تحدي للاعب هي أحد الأمور التي يجب أن يتدرب عليها اللاعب لأنها تمثل الفارق في إحراز النصر وايضا العنصر الذي يميز لاعب عن لاعب.
_ اختيار المدير الفني أو مساعد المنحدر يجب أن يتم بعنايه وان يتوفر فيه القدرة على قراءة لعب المنافس والقدرة على توجيه اللاعب أثناء المنافسه.
_ لابد من الاهتمام بالاعداد النفسي للاعب قبل وأثناء وبعد المنافسة لأنها جزء أساسي في تكوين شخصية اللاعب.
_ التحليل الحركي وتحليل الأداء لمعرفة نقاط قوة وضعف المنافس وطريقة لعبه أمور أصبحت مهمه جدا لتحقيق النصر.
_ الاستثمار في مجال الرياضة أصبح أمر واقع ولابد من مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال والبنوك أن يكون لها دور فعال فيه.
_ لابد من الاهتمام بنشر اللعبة في مدارس الدمج لخلق قاعدة من الممارسين يمكن الانتقاء منها.